بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد ؛
فقد شاع وانتشر في عصرنا الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، ولم يحظ الإعجاز العلمي في السنة بمثل هذا الاهتمام ، حتى ظن بعضهم أن الحديث النبوي ليس فيه إعجاز علمي ، ربما قياسا على أن الحديث النبوي ليس فيه إعجاز بياني ، فأردت في هذا البحث أن أكشف اللثام عن بعض جوانب الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف ، التي لا يمكن أن تكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الأمي ، ولا يمكن أن تكون من بيئته وهي بيئة أمية لم تكن فيها العلوم الطبيعية متقدمة ، كما لا يمكن أن يكون ذلك من معلومات عصره ، فإن ما سأذكره من أمثلة لم يكتشفها العلماء إلا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ، مما يدل على أنها لا يمكن أن تكون إلا من عند الله تعالى، مما يعطي أدلة جديدة على أن هذا الدين هو الحق الذي لا مرية فيه .
وسنجد الأحاديث النبوية قد صيغت بأسلوب يناسب العصر النبوي ، ولكنها أكثر وضوحا في عصرنا الذي تكشفت فيه كثير من الحقائق العلمية .
وشرطي فيما سأذكر من أمثلة :
1. أن أقتصر على الأحاديث القوية فقط لأنه لا حجة في غيرها .
2. أن لا أتعرض للحِكَم العلمية التشريعية في الحديث النبوي كالحِكَم العلمية في الطهارة والصلاة والصيام وغيرها ، فذلك موضوع طويل جدا لا يتسع له بحث ، وإنما يحتاج إلى كتب ، وقد بدأت تظهر فيه بعض الكتب المتخصصة ، والحمد لله تعالى ، وقد أشرت إلى أهمها في مراجع البحث .
3. أن لا أتطرق أيضا إلى التفسير العلمي للأحاديث التي سأستشهد بها ، وإنما سأبين فقط ما فيها من إعجاز علمي .
4. أن أقتصر على ما اختص به الحديث النبوي من إعجاز علمي دون ذكر لما شارك فيه الحديث القرآن الكريم ، لأن ما ورد ذكره في القرآن الكريم وفي السنة ربما كان ذكر النبي r له اعتمادا على القرآن الكريم وليس وحيا مستقلا .
وقد قسمت الموضوع إلى ثلاثة أقسام : أولها : ما جاء في خلق الإنسان ، وثانيها: ما جاء في المرض والوقاية والعلاج ، وثالثها : ما جاء في الكون .
تحميل البحث